الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ} عطف على ما تقدم مماثل له في إعرابه.{وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} عطف أيضا وقوله: {ليولّنّ} اللام جواب القسم ويولّنّ فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل و{الأدبار} مفعول به و{ثم} حرف عطف و{لا} نافية {وينصرون} فعل مضارع معطوف على يولّنّ مرفوع مثله والضمائر عائدة على اليهود أو على المنافقين.{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ} اللام لام الابتداء وأنتم مبتدأ و{أشد} خبر و{رهبة} تمييز وهو مصدر رهب المبني للمجهول هنا لأن المخاطبين مرهوب منهم لا راهبون فلا يرد السؤال كيف يستقيم التفضيل بأشدية الرهبة مع أنهم لا يرهبون من اللّه لأنهم لو رهبوا منه لتركوا الكفر والنفاق، و{في صدورهم} نعت لرهبة و{من اللّه} متعلقان برهبة.{ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} {ذلك} مبتدأ وبأنهم خبر وأن واسمها و{قوم} خبرها وجملة {لا يفقهون} نعت لقوم.{لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ} {لا} نافية و{يقاتلونكم} فعل مضارع مرفوع وفاعل ومفعول به و{جميعا} حال أي مجتمعين و{إلا} أداة حصر و{في قرى} متعلقان بيقاتلونكم والضمير يعود لليهود و{محصنة} نعت لقرى و{أو} حرف عطف و{من وراء} عطف على {في قرى} و{جدر} مضاف إليه وهو جمع جدار وقرئ بالإفراد.{بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} الجملة مستأنفة لبيان حالهم أي أنهم في غاية القوة والشجاعة إذا حارب بعضهم بعضا ولكنهم إذا حاربوكم ضعفوا وجبنوا، و{بأسهم} مبتدأ و{بينهم} ظرف متعلق بشديد و{شديد} خبر وجملة {تحسبهم} استئنافية أيضا و{تحسبهم} فعل مضارع والفاعل مستتر تقديره وأنت والهاء مفعول به أول و{جميعا} مفعول به ثان والواو حالية {وقلوبهم} مبتدأ و{شتى} خبره والجملة حالية.{ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ} تقدم إعراب نظيرتها قريبا.{كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ} {كمثل} خبر لمبتدأ محذوف تقديره مثلهم و{الذين} مضاف إليه و{من قبلهم} صلة {الذين} و{قريبا} ظرف متعلق بالاستقرار المحذوف الذي تعلق به {من قبلهم} ولك أن تعلقه بذاقوا وعلقه الزمخشري بمضاف مقدّر في الخبر أي كوجود مثل أهل بدر قريبا أي مثل اليهود من بني النضير فيما وقع لهم من الإجلاء والذل والمهانة كمثل أهل مكة فيما وقع لهم أيضا يوم بدر من الهزيمة والأسر والقتل وليس قوله ببعيد، و{ذاقوا} فعل وفاعل و{وبال أمرهم} مفعول.{وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} الواو استئنافية و{لهم} خبر مقدّم وعذاب مبتدأ مؤخر و{عظيم} نعت أي في الآخرة.{كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قال لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ} {كمثل} خبر لمبتدأ محذوف أي مثل المنافقين في إغراء اليهود على القتال {كمثل الشيطان} و{إذ} ظرف لما مضى من الزمن متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر ولك أن تعلقه بمحذوف على أنه حال من مثل الشيطان كأنه بيان له وجملة قال في محل جر بإضافة الظرف إليها و{للإنسان} متعلقان بقال وجملة {اكفر} مقول القول.{فَلَمَّا كَفَرَ قال إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} الفاء عاطفة على محذوف أي فكفر {فلما كفر}، ولما ظرفية حينية أو رابطة متضمنة معنى الشرط وجملة {كفر} في محل جر بإضافة الظرف إليها وجملة {قال} لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم وإن واسمها و{بريء} خبرها و{منك} متعلقان ببريء.{إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ} الجملة تعليل كاذب لبراءته منه وإلا فهو لا يخاف اللّه، وإن واسمها وجملة {أخاف اللّه} خبرها و{رب العالمين} بدل من {اللّه} أو نعت له.{فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ} الفاء عاطفة وكان فعل ماض ناقص و{عاقبتهما} خبرها المقدّم أي الغاوي والمغوى، وأن وما في حيّزها هو الخبر وأن واسمها و{في النار} خبرها {خالدين} حال و{فيها} متعلقان بخالدين والواو استئنافية و{ذلك} مبتدأ والإشارة إلى العذاب و{جزاء الظالمين} خبر ذلك.
|